تعتبر اليابان من الدول المتقدمة التي المسيطرة على دواليب التجترة العالمية ، وهي تقع بين بحر اليابان والمحيط الهادي وشرق شبه الجزيرة الكورية. وتتكون من عدة جزر في شكل أرخبيل.أهمها أربع جزر : كيوشوو شيكوكو و هونشو و هوكايدو. تعتبر اليابان ثاني قوة اقتصادية عالمية بعد و.م.أ. وهي قوة تجارية كبرى، ومع ذلك فهي تواجه عدة مشاكل وتحديات. فما هي مظاهر القوة التجارية لليابان عالميا . وماهي المشاكل و التحديات التي العوامل المفسرة لهذه القوة تواجها
1_ مظاهر القوة التجارية لليابان على المستوى العالمي.
أ _ مكانة التجارة اليابانية في العالم
من مظاهر هذه القوة :
* تعتبر اليابان رابع قوة تجارية عالمية حيث تشكل صادراتها 5.7% من الصادرات العالمية سنة 2005 و نفس الرتبة عالميا من حيث الواردات.
* تعرف المبادلات التجارية الخارجية تطورا ايجابيا مستمرا من حيث القيمة سواء الصادرات أو الواردات.
* يسجل الميزان التجاري الياباني فائضا مستمرا بلغ 80مليار دولار سنة2005بفضل ارتفاع قيمة الصادرات التي معظمها مواد صناعية مقابل انخفاض قيمة وارداتها معظمها مواد أولية وطاقية و فلاحية وغذائية.
*تتميز بنية التجارة الخارجية اليابانية بهيمنة المواد المصنعة على صادراتها في مقدمتها المواد المرتبطة بوسائل النقل والأجهزة الكهربائية والالكترونية والآلات. بينما يغلب على وارداتها المواد الأولية الطاقية والمعدنية والفلاحية والغذائية .
*. تغطي المبادلات التجارية اليابانية مختلف مناطق ودول العالم حيث يتعدد الشركاء التجاريين لليابان تصديرا واستيرادا
*يسجل الميزان التجاري الياباني فائضا كبيرا مع عدة دول يصل إلى أكثر من 60مليار دولار مع و.م.أ.وبعض الدول الصناعية كالاتحاد الأوربي بحوالي 19مليار دولار بينما يسجل عجزا مع بعض الدول معظمها من الجنوب كالصين ب ناقص حوالي 29مليار دولار .
ب _ خصائص التجارة الخارجية اليابانية
تتوزع الاستثمارات اليابانية المباشرة في مختلف مناطق العالم مع تمركزها أكثر في دول الشمال كالولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوربي واستراليا إضافة إلى عدة دول من الجنوب من أمريكا الجنوبية والصين وإفريقيا والشرق الأوسط ودول الآسيان، للاستفادة من الأسواق والمواد الأولية واليد العاملة الرخيصة.
كما تغطي المبادلات التجارية الخارجية لليابان مناطق متعددة من العالم إلا أن أهمها يتم مع الولايات المتحدة الأمريكية والإتحاد الأوربي والصين وكوريا الجنوبية ومجموعة الآسيان والشرق الأوسط خاصة استيراد المحروقات.
وبذلك يشكل المجال العالمي مجالا حيويا بالنسبة للتجارة الخارجية اليابانية والذي منه تستمد قوتها التجارية . فبالمبادلات التجارية تتمكن اليابان من الحصول على المواد الغذائية الضرورية لساكنتها البالغة 127.9مليون نسمة والمواد الأولية الطاقية والمعدنية و الفلاحية الضرورية لضمان استمرار صناعتها.
2 _العوامل المفسرة لقوة التجارة اليابانية.
أ_ دور الموقع الجغرافي والبنية التحتية
عامل الموقع الجغرافي: انفتاحها على واجهتين بحريتين المحيط الهادي شرقا وبحر اليابان غربا إضافة إلى تقطع سواحل جزرها كموانئ طبيعية وتسخير التكنولوجيا للتوسع على حساب البحر لتوسيع الموانئ وإقامة المناطق الصناعية.
عامل البنية التحتية : يتمثل في وجود موانئ كبرى ذات تجهيزات حديثة ومتطورة بالنسبة للشحن والتفريغ والتخزين معظمها يتمركز في الساحل الجنوبي الشرقي تمتد من طوكيو شمالا إلى كيتاكيوشو جنوبا و تتميز بضخامة رواجها .
إضافة إلى ذلك تتوفراليابان على ثاني أقوى واكبر أسطول تجاري يمثل 2.8 من الأسطول العالمي وبحمولة ضخمة يربط اليابان بمختلف الأسواق العالمية.
ب_ دور الدولة والشركات اليابانية
*دور الدولة: يتمثل في توجيه السياسة التجارية لليابان في إطار النظام الرأسمالي ، من خلال إنشاء وزارة للصناعة والتجارة الخارجية إلى جانب دورها في تنمية الاقتصاد والذي شكل هدفا رئيسيا للدولة التي استغلت جيدا ظروف الحرب الباردة و الأزمة الكورية .
*دور الشركات التجارية الكبرى السوكوشوشا في تطوير التجارة الخارجية اليابانية يتضح من خلال: تعدد مهامها كوسيط تجاري تتولى حماية السوق الداخلية، من غزو السلع الأجنبية وتضمن تزويد البلاد بحاجياتها الأساسية وتقوم بتقديم الاستشارة والتمويل للمؤسسات الصغرى، كما تعمل على تجميع المعلومات عن الأسواق من مختلف مناطق العالم ووضعها رهن إشارة المؤسسات اليابانية.
*قدرة الشركات اليابانية على التكيف مع المتطلبات الجديدة للأسواق بسرعة، ضمان قوتها التنافسية والمحافظة على أسواقها الخارجية الالكترونية، و التخصص في الأجهزة الرقمية من تلفاز. آلات ..............
3_ المشاكل والتحديات التي تواجه التجارة الخارجية اليابانية .
تواجه اليابان عدة مشاكل في مجموعة من الميادين :إقتصاديا وماليا وطبيعيا وحتى بيئيا:
يطرح التفوق التجاري الياباني لليابان مجموعة من المشاكل: فالفائض في الميزان التجاري يتسبب في ارتفاع قيمة ألين الياباني مما يقلص من القدرة التنافسية للصادرات اليابانية.و يدفع بالشركات اليابانية إلى إعادة التوطين خارج اليابان في الدول ذات العملات الضعيفة ، وما يترتب عن هذه العملية من تسريح للعمال وما يسببه ذلك من تزايد في معدلات البطالة.
تعدد المشاكل البيئية والطبيعية كالتلوث البيئي الهوائي وما يسببه من أمراض التنفس والتلوث البحري ، من أمراض مينا ماتا بسبب تناول المنتجات البحرية بها مكونات الزئبق وارتفاع نسبة تلوث المدن.
إضافة إلى خطر الكوارث الطبيعية من زلازل وبراكين و التسونامي.
تعاني اليابان من مشكل التبعية للخارج على مستوى التزود بحاجياتها الغذائية المتزايدة مع تراجع نسبة تحقيق الأمن الغذائي ، وما يترتب عن ذلك من ارتفاع لأسعار المواد .
و التبعية للخارج أيضا بالنسبة للتزود بمعظم حاجياتها من بسبب افتقارها الكبير لمصادر الطاقة الاحفورية وهو رابع مستهلك عالمي للطاقة، ما يجعل صناعتها مهددة أكثر وتضعف قدرتها على المنافسة كلما ارتفعت أسعار الطاقة عالميا ، وكذلك على تجارتها الخارجية بسبب ثقل فاتورة استيراد المحروقات.
تواجه اليابان مشكل المنافسة في الأسواق الخارجية أمام منافسين جدد: كالصين ودول الآسيان لانخفاض كلفة اليد العاملة بها مقارنة مع اليابان خاصة في مجال صناعة النسيج التي كانت المحرك الرئيسي لحركة التصنيع بعد الحرب العالمية الثانية حيث سجلت حصة اليابان تراجعا مستمرا من الصادرات العالمية للنسيج .
كما تواجه مشكل المنافسة القوية بينها وبين الدول الآسيوية الصناعية كالصين والهند وكوريا والآسيان لضمان أمنها الطاقي ، إذ كلما تزايد طلب هذه الدول على البترول كلما شكل تحديا لليابان لاعتباره مادة حيوية لاقتصادها وتهديدا لأمنها الطاقي .
يتضح إذن انه رغم المكانة العالمية لليابان كقوة تجارية عالمية فان حجم التحديات والاكراهات التي تواجهها يجعل الاقتصاد الياباني ككل مرهونا بالعوامل الخارجية بشكل كبير.