يواجه المجال العالمي في الوقت الراهن مجموعة من التحديات السكانية والبيئية ، تختلف حدتها بين دول الشمال والجنوب ، الأمر الذي يتطلب تضافر الجهود لحل هذه التناقضات وهذه التحديات التي يواجهها العالم ككل.
1_التحدي الديمغرافي
التزايد السكاني في العالم يشهد ارتفاعا صاروخيا ، وذلك بالانتقال من 2،5 مليار نسمة في سنة 1950 ، إلى 6،5 مليار نسمة في 2005 ، وتفيد التوقعات أنه سيصل إلى حوالي 9 مليار في 2050 ، إذ تشهد دول الجنوب نموا ديمغرافيا يفوق دول الشمال التي تعاني من الشيخوخة .
كما أن ظاهرة الهجرة الدولية تفرض مجموعة من التحديات ، إذ أن الهجرة الدولية تتحكم بها عدة عوامل :
الانفجار الديمغرافي
تردي الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية بالبلدان المصدرة لهذه الظاهرة .
ظاهرة النزوح والهجرة واللجوء والحروب والمجاعات والكوارث الطبيعية (البلدان الإفريقية ،فلسطين ،العراق .....
وهذا يترتب عنه انعكاسات جمة منها صعوبة إدماج المهاجرين ، وتنامي العنصرية والجريمة المنظمة .......
2_ التفاتات السوسو اقتصادية
هي مجموعة الرهانات الاقتصادية والاجتماعية المطروحة أمام البلدان العالمية : الفقر، الأمية ، سوء التغذية ، المجاعات ،البطالة .
الفقر : ارتفاع نسبة السكان الذين يعيشون تحت عتبة الفقر خصوصا بدول الجنوب ، أما دول الشمال فنسبة الفقر بها متدنية
التنمية البشرية : مؤشراتها مرتفعة في دول الشمال ، نظرا لتحسن مستويات المعيشية والدخل الفردي وأيضا مع جودة الخدمات الاجتماعية والتعليم والصحة وتوفر التجهيزات التحتية ، هذه الحالة مغيرة بالطبع في دول الجنوب .
3_ التحدي البيئي في المجال العالمي
أ_ تحدي الكوارث الطبيعية : البراكين والزلازل وهي تتوزع بشكل متفاوت في المجال العالمي ، وتتركز بالمناطق الأسيوية المطلة على المحيط الهادي وفي حوض البحر الأبيض المتوسط ، والسواحل الغربية للقارة الأمريكية ، هذا بدون أن نذكر الأضرار الجسيمة التي تسببها . وهناك الفيضانات وهي منتشرة بدول الجنوب نظرا لغياب البنية التحتية والتجهيزات ، وكذاك فدول الشمال تعاني هي الـأخرى من الفيضانات لكن وجود التجهيزات والإمكانيات التقنية ، تحول دون أن تعطي تأثيرا كبيرا على المجال . ولا ننسى ذكر القحولة والجفاف , وهي ظاهرة تعرفها دول الجنوب بكثرة .
ب_ المشاكل البيئية:
تراجع الغطاء النباتي والمساحات الغابوية لعدة أسباب منها الانفجار الديمغرافي ، الرعي الجائر، الحرائق، الاجتثاث .
تراجع الموارد المائية لعدة أسباب في العالم بأكمله : كالجفاف والقحولة ، وتزايد الضغط البشري على الموارد المائية .
ج_ أخطار التلوث في المجال العالمي
ثقب الأزون (تلوث الغلاف الجوي) بسبب انبعاث الغازات السامة من المصانع .
الاحتباس الحراري وارتفاع درجة حرارة الأرض .
تلوث البحار والمحيطات بنفايات المصانع وحوادث ناقلات البترول .
هذا كله يؤدي إلى تعميق الإختلالات المناخية .
4_ الجهود المبذولة في مواجهة التحدي السكاني
ساهمت الأمم المتحدة غبر مؤسستها في الحد من خطورة مجموعة من المشاكل التي تهدد الساكنة العالمية، وأيضا بنشاط منظمات مثل منظمة أطباء بلا حدود، ومنظمة الصحة العالمية. والتي تهدف إلى الحد من موت الأطفال والأمهات والوقاية من الأمراض المعدية جنسيا.
وتحاول الأمم المتحدة إيجاد حلول للمشاكل التي تهدد البيئة العالمية ، ومن أهم المنظمات : منظمة السلام الأخضر التي تقوم بدور عظيم في هذا المجال من خلال :
تشجيع عمليات التشجير.
العمل على حماية الأوسط الطبيعية (العابات / البحار ، المحيطات .....)
تشجيع الأبحاث العلمية.
تشجيع استخدام الطاقات المتجددة .
نزع السلاح النووي أو بالأحرى التشجيع على الاستغناء عنه .
منع استعمال المواد الكيماوية .
الحد من انتشار المواد المعدلة جينيا .
بقلم :عبد الصمد رفالي