abdoo مراقب
عدد المساهمات : 132 تاريخ التسجيل : 07/06/2011 العمر : 35
| موضوع: وجوب تعظيم كتاب الله الأربعاء يونيو 29, 2011 10:44 am | |
| قال تعالى: ) ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ ([الحج :32] ولا ريب فإن عنوان الشعائر الإلهية هو القرآن العظيم ، الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ،يقول الإمام النووي رحمه الله: أجمع المسلمون على وجوب تعظيم القرآن على الإطلاق وتنزيهه وصيانته وأجمعوا على أن من جحد منه حرفاً مما أجمع عليه أو زاد حرفاً لم يقرأ به أحد وهو عالم بذلك فهو كافر . ) وهذا التعظيم لا يكون بإجلال القرآن في القلب فقط ، بل أيضاً بالأدب العام مع كلام الله تعالى ، فمن صور التعظيم :ـ الإيمان بأنه كلام الله تعالى وتنزيله ، لا يشبهه شيء من كلام الخلق ، ولا يقدر على مثله الخلق بأسرهم .ـ لا يجوز الكلام فيه بغير علم ، يقول الإمام النووي رحمه الله : ( ويحرم تفسيره بغير علم والكلام في معانيه لمن ليس من أهله ، والأحاديث في ذلك كثيرة والإجماع منعقد عليه وأما تفسيره للعلماء فجائز حسن والإجماع منعقد عليه ) . ومن الأحاديث ما أخرجه أحمد والترمذي وحسنه عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( اتقوا الحديث عني إلا ما علمتم فمن كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار ومن قال في القرآن برأيه فليتبوأ مقعده من النار)، وأخرج أبو داود والترمذي عن جندب بن عبد الله قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (من قال في القرآن برأيه فأصاب فقد أخطأ )ولذلك كان حال السلف الصالح من الصحابة والتابعين وتابعيهم يتجنبون الخوض فيما لا يعلمون، وإذا اجتهدوا صرحوا غالباً بقولهم ( الله أعلم بمراده )، ذكر ابن كثير أن رجلاً سأل ابن عباس رضي الله عنهما عن قوله تعالى : (يومٍ كان مقداره ألف سنة…) فقال له ابن عباس فما ( يوم كان مقداره خمسين ألف سنة )؟ فقال الرجل : إنما سألتك لتحدثني !! فقال ابن عباس : ( هما يومان ذكرهما الله في كتابه الله أعلم بهما ). فكره أن يقول في كتاب الله ما لا يعلم.وورد عن ابن مسعود أنه كان يقول: ( اتقوا التفسير فإنه الكلام عن الله(وكذلك كان يقول مَسْروقٌ التابعي الجليل: ( اتقوا التفسير فإنما هو الرواية عن الله(ـ لا يجوز الجدال في القرآن لهوى في النفس، أو لينصر فكراً معيناً أو يبرر عملاً ما ، ويحاول اللف على النص القرآني مع أن ظاهره يخالف ما يريد ، وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (المِراءُ في القرآن كُفر ) أخرجه أحمد وابن حبان والحاكم. قال الخطابي : المراد بالمراء : الشك ، وقيل : الجدل المشكك فيه ، وقيل : هو الجدل الذي يفعله أهل الأهواء في آيات القرآن .أقول : وكل هذه المعاني مرادة في الحديث إن شاء الله ، وقد ظهر في زماننا أنـاس يعرضون القرآن على العـامة ويجادلونهم فيه بغير علم، ويرفضون الاستشهاد بسنة الرسول صلى الله عليه وسلم في تفسير القرآن، وينفرونهم من كتب التفسير المعتمدة كابن كثير والقرطبي وغيرهما بحجة استعمال العقل وتعظيمه ، وسموا صنيعهم هذا تأويلاً، فضلوا كثيراً وأضلوا، وإذا قيل لهم اتقوا الله أخذتهم العزة بالإثم واتهموا أهل العلم ومن يلتزم بالقواعد العلمية بالجمود والتحجر.إن حال المسلم الصادق الواقف عند حدود الله أن يرد العلم لأهله، وأن يجعل القرآن حاكماً على عقله لا أن يجعل القرآن تابعاً لهواه ومحكوماً بعقله، فقد أخرج الإمام أحمد وابن حبان عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( أنزل القرآن على سبعة أحرف ، والمراء في القرآن كفر ـ ثلاثاً ـ ، ما عرفتم منه فاعملوا به ، وما جهلتم منه فردوه إلى عالمه ) ،وقال الله تعالى )وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا) [النساء:83].وأخرج البيهقي في الأسماء والصفات عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه ، قال : (إن القرآن كلام الله تعالى فمن كذب على القرآن فإنما يكذب على الله عز وجل(ـ ومن تعظيم كتاب الله تعالى أن لا تمس القرآن إلا على طهارة كاملة من الجنابة والحدث الأصغر ، لما أخرجه مالك في الموطأ والدارمي في سننه وابن حبان في صحيحه والحاكم في مستدركه وصححه على شرط مسلم عن عبد الله بن أبي بكر بن حزم أن في الكتاب الذي كتبه رسول الله صلى الله عليه وسلم لعَمْرُوْ بن حزم : أن لا يَمَسَّ القرآن إلا طاهر .- ومن تعظيم كتاب الله تعالى المداومة على قراءته، بل إن المداومة على قراءته وتفهمه هي من أجل دلائل التعظيم وأصدقها وهي المقصد من تأليف هذه الرسالة ، وقد وردت الآيات القرآنية والأحاديث النبوية التي توجب على المسلم قراءة القرآن وحرمة تركه .ـ ومن تعظيم كتاب الله تعالى الغيرة عليه والدفاع عنه بالسبيل المتاح المشروع، وهنا أعود لأستذكر الحدث الجلل الذي قام به المجرم الهولندي لأوجه رسالة إلى حكامنا ومؤسساتنا الإسلامية؛ لأقول لهم: ادخروا لآخرتكم موقفاً مشرفاً تذكرون به بعد مماتكم ويشفع لكم بين يدي الله تعالى يوم القيامة، وتحركوا لنصرة كتاب الله تعالى وتعظيمه، فقد رأيناكم تقطعون العلاقات الدبلوماسية عندما يساء إلى أشخاصكم من قبل دول إسلامية مثلكم، فهل تفعلون على الأقل مثل ذلك عندما أسيء للقرآن وللنبي عليه الصلاة والسلام من قبل أعدائكم….ورسالة أخرى للإعلاميين والكتاب الغيورين على أمتهم ودينهم ليعملوا فكرهم أولاً في فهم الإسلام من أهله لا من المؤسسات الغربية الاستشراقية، ثم يحركوا أقلامهم في خدمة قضايا أمتهم ودينهم لعلها تشهد لهم يوم لاينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم. | |
|