الباب الأول :الشخص
يحيل مفهوم الشخص في التمثل العامي إلى معاني البروز والظهور،أو المكانة الاجتماعية،الاقتصادية أو السياسية...وهذا المعنى نجده في لسان العرب لابن منظور: "رجل شخيص إذا كان سيدا ..." وتشير كلمة"Persona " اللاتينية إلى القناع الذي يضعه الممثل على خشبة المسرح للعب أو تشخيص دور معين...أما "لالاند" فميز في معجمه الفلسفي بين الشخص الطبيعي من حيث هو جسم ومظهر،والشخص المعنوي من حيث هو ذات واعية،والشخص القانوني من حيث أن له حقوقا وعليه واجبات.
يبدو إذن،أن مفهوم الشخص يحمل أكثر من دلالة؛ وهو ما يجعله يطرح صعوبة وتعقيدا ،فيما يتعلق بتحديد هويته،طبيعتها ومتجلياتها،قيمته، أسسها ومقوماتها، وتموقعه في إطار وضعه البشري الذي يسيجه بجملة من الإكراهات النفسية والاجتماعية، قد تفقده هويته وقيمته وحريته.
المحورالأول : الشخص والهوية .
الأطروحة العامة للفيلسوف ديكارت: الفكر جوهر الأنا به يثبت وجوده ومنه يستمد هويته.
الأطروحة المناقضة للفيلسوف جون لوك: الإحساس أساس الفكر وجوهر الذات ،منه يستمد هويته الشخصية التي تمتد بقدر امتداد ذاتها.
المحور الثاني : الشخص بوصفه قيمة .
الأطروحة العامة لراولز : فكرة التعاون الاجتماعي داخل نظام العدالة كإنصاف ، يلزم النظر إلى المواطنين كأنداد متساوين في الحقوق و الواجبات.
الأطروحة المناقضة لإمانويل كانط : الشخص قيمة في ذاته لا وسيلة لغيره، مما يفرض احترام الشخص لنفسه أولا، ومن قبل الغير ثانيا .
المحور الثالث: الشخص بين الحرية والضرورة
الأطروحة العامة لفرويد : خضوع الأنا لضغوط كل من العالم الخارجي والأنا الأعلى والهو ، ومحاولته الرد على أخطارها بتمثيله لمقتضيات العالم الخارجي ، وإتباعه طريق الدهاء أمام الهو ، مع خضوعه لمراقبة الأنا الأعلى، وما اعترافه بضعفه إلا دليل على إخفاقه في مهمته .
الأطروحة المناقضة لإسبينوزا : خضوع الشخص لشهوات جسمه الطبيعية ، واعتقاده بحريته ناتج عن جهله الأسباب المتحكمة في أفعاله.
الباب الثاني : الغير
المحور الأول : وجود الغير
الأطروحة العامة لميرلوبونتي : وجود الغير وجود مستقل وكذا وجود واعي ، وملاقاة هذا الأخير أمر مستحيل مما يفرض إعادة اعتبار تجربة الأنا مع الغير بمثابة وجود لوعي خالص وكذا لنسق من الترابطات الموضوعية .
الأطروحة المناقضة لسارتر : وجود الغير شرط أساسي بل ضروري لأجل إدراك الأنا لأنماط وجوده ، إذ هو الوسيط الذي يسمح له بإصدار حكم على نفسه حتى وإن كان يحد من حريته.
المحور الثاني : معرفة الغير
الأطروحة العامة لسارتر : إدراك الأنا للغير كموضوع محايد لا يتأثر به وجوده ولا يؤثر هو في وجوده ، إذ تنعدم العلاقة بينهما مما يجعل من الغير مجرد صورة في ذهن الأنا .
الأطروحة المناقضة لمالبرانش : انطلاقا من دور الجسد وأحاسيسه في تحديد الذات فإن معرفة الأنا للغير غير ممكنة حتى وإن كانت لهما معرفة مشتركة لبعض الحقائق العلمية .
المحور الثالث:العلاقة بالغير
الأطروحة العامة لهيدجر : لا يتم الالتقاء بالآخرين إلا داخل عالم حيوي ينعدم فيه التمايز أو التشابه الكلي ، مما يجعل من عالم الوجود هنا عالما مشتركا مع الغير ، يكتسب فيه الأنا والغير نفس التصورات و الإنشغالات .
الأطروحة المناقضة لكريستيفا : الغريب مفهوم يحيل على الإقصاء والتهميش ، بالرغم من إحالته على الهوية والانتماء وهذا أمر لا يدركه الفرد إلا لحظة انفتاحه على الجماعات المخالفة لجماعته ، حيث يتسنى له إدراك الغريب الذي يشكله ويقطنه .
الباب الثالث : التاريخ
المحور الأول :المعرفة التاريخية
الأطروحة العامة لهنري مارو : التاريخ معرفة حقيقية بالنظر إلى نتائجه ، وبلوغ هذه الأخيرة أمر صعب مما يتطلب معه التركيز على المجهود والتنظيم الذين يكسبان ويحافظان لهذه المعرفة التاريخية على علميتها .
الأطروحة المناقضة لريمون أرون : المعرفة التاريخية معرفة واقعية ومعقولة ، وما يجعلها كذلك هو المؤرخ ووثائقه نظرا لغياب واختفاء موضوعها .
المحور التاني : التاريخ وفكرة التقدم
الأطروحة العامة لريمون أرون : التقدم العلمي والفعلي يثبت حدوث التراكم الكمي مسبقا ولأجل إدراكه ينبغي التخلي عن الأحكام القيمية المسبقة .
الأطروحة المناقضة لكلود ليفي ستروس : إدراك الوثبات والطفرات التي تسم مسيرة التقدم ، لا يتم إلا حين النظر بحذر إليه ، حيث يتجلى بوضوح استحالة ترتيب أنواع هذا التقدم تبعا لتسلسل منظم ومتصل ، وهذا بالرغم من الإعتراف بحدوثه .
المحور الثالث : دور الإنسان في التاريخ
الأطروحة العامة لماركس : التقليد والرغبة في الظهور بمظهر الماضي ، أثناء خلق وتطوير الحياة الحاضرة مما يدل على الارتباط الوثيق لمنجزات الناس اليومية بتاريخيهم والعيش تحت ظلها وذلك بالرغم من مساهماتهم الفعليية في صناعته .
الأطروحة المناقضة لسارتر : التاريخ باعتباره قوة غريبة لدى الإنسان حين غياب الوعي بدوره الفعال في صناعته واستحضاره فقط للشروط والمحددات السابقة التي تواجهه في ذلك
بقلم عبد الصمد رفالي