العولمة هي تعميم الشيء و جعله عالمي الانتشار ،وهي ظاهرة شاملة متعددة الأبعاد، وهي نتاج تداول الاقتصاديات والقيم والهويات،ولدت نتيجة تطور المبادلات عبر العالم ،وقد اغتنى هذا المفهوم بأبعاد سياسية وثقافية و إيديولوجية و اجتماعية بعدما كان مفهوما اقتصاديا محضا.وهذا المفهوم يجسد مرحلة من مراحل تطور الرأسمالية ذات الجذور المتوحشة والبراغماتية ،وذلك من خلال العمل على تراكم رأس المال . فالعولمة مرادفة للتحرير ولتقليص دور الدولة عللى حساب القطاع الخاص.وهذا المفهوم هو إفراز لظاهرة التدويل:وهي مجموعة من المراحل التي تمكن من إنتاج وإستهلاك و توزيع السلع والخدمات بشكل عالمي كوني .
وبالطبع هذا المفهوم أخذ أبعاد كبيرة و متعددة كالعولمة الاقتصادية أو العولمة التكنولوجية أو العولمة المالية المرتبطة برجال المال والأعمال ،وهناك أيضا العولمة الثقافية وهي الأخطر:فإذا كانت العولمة قد ظهرت على أنقاض الشيوعية وذلك بظهور الشركات المتعددة الجنسيات :وهي شركات عملاقة ذات رأسمال ضخم تتحكم في المبادلات التجارية العالمية وفي الاقتصاد العالمي ، وهي تمارس تأثيرا كبيرا على الحياة السياسية و الاجتماعية والاقتصادية إذ أنها تحقق رقم معاملات يتجاوز الدخل الوطني الخام لبعض البلدان, فإنها بذالك تعمل على تحقيق أهدافها من خلال:
تعميم نموذج معين هو النموذج الغربي.
تهميش دور الدولة لصالح القطاع الخاص.
فرض برامج التقويم الهيكلي بمواصفات ليبرالية.
التدخل في رسم التوجهات الاقتصادية لبلدان العالم.
أصبحت المحرك والمسؤول عن الأمن والسلم والحروب في العالم.
تعمل على تنميط الفكر وقولبة الأفكار والتصورات والقيم والسلوكيات.
الاختراق الثقافي بالاعتماد على الدعاية والإشهار و الإعلام.
في ظل هذه الحالة أليس من حقنا أن نطرح سؤلا بسيطا عن ظروف ظهور هذا المفهوم؟ وما هي الآليات والفاعلين في زمن العولمة؟
1_ بروز مفهوم العولمة
ظهرت العولمة مباشرة بعد:
انهيار الإتحاد السوفياتي و إنفراد أمريكا بقيادة للعالم.
ظهور الشركات المتعددة الجنسية التي تتحكم في اقتصاد العالم.
إنشاء منظمة التجارة العالمية في 1995.
ثورة المعلومات إشاعة المعرفة وسهولة الحصول عليها.
2_الواقع الراهن للعولمة في المجال العالمي.
تتوزع ظاهرة العولمة بشكل غير منتظم في المجال العالمي وذلك بوجود:
دول تعيش العولمة طرفا فاعلا بل موجها:البلدان التي تقود العولمة وهي بلدان متقدمة كأمريكا و دول الإتحاد الأوربي
دول تعيش العولمة طرفا متلقيا وتابعا .
دول تعيش على هامش العولمة.أو خارج دائرتها.
3_تحديات العولمة
اقتصاديا : تفاوت النمو الاقتصادي بين الدول وسيطرة الشركات المتعددة الجنسيات.
اجتماعيا : ظهور ثقافة استهلاكية جديدة مع انتشار الفقر و الأمية والهجرة.
سياسيا : بروز مراكز جديدة للقرار، و تراجع سياسة و دور الدولة.
ثقافيا : انتقال الأفكار و القيام المستوردة ،والدعوة إلى الحرية مما يمس سيادة البلدان ،وفقدان الهوية الثقافية.
بيئيا : تلوث البيئة،الانحباس الحراري ،نتيجة الضغط على الموارد الطبيعية من أجل تطوير حركة التصنيع.
4_آليات العولمة
تقوم العولمة على مبادئ الليبرالية وعلى سياسة التجارة الحرة:
أيضا على تقنية المعلوميات.
وعلى المواصلات البرية والبحرية والجوية.
حرية المنافسة.
تشجيع اقتصاد السوق.
إلغاء الحواجز الجمركية.
تهميش دور الدولة لصالح القطاع الخاص.
5_الفاعلون زمن العولمة
فاعل مؤسساتي : مؤسسات دولية ،دول الثالوث العالمي ، صندوق النقد الدولي ،البنك الدولي ،منظمة التجار ة العالمية.
فاعل اجتماعي : منظمات غير حكومية مثل( أتاك) أو مجموعة من الأشخاص.....
فاعل اقتصادي : شركات متعددة الجنسيات ،مستثمرون،المراكز الاقتصادية العالمية(الميكابول).
6_المخاطر المترتبة عن العولمة
تحرير التجارة العالمية له إنعكاسات سلبية على اقتصاد الدول النامية :وهذا يتمثل في اختراق المنتجات والسلع إلى أسوق هذه الدول ،وعدم قدرتها على المنافسة إضافة إلى ضعف شبكة التسويق، وضعف استقبال الاستثمارات الأجنبية، وبالتالي الوقوع في كم هائل من المشاكل :
اجتماعيا : تزايد معدل الفقر و الفوارق الاجتماعية ،البطالة،الهجرة ......
ثقافي ا: المس بالهوية المحلية و الغزو الثقافي للبلدان الغير القادرة على مواجهة هذه الحركة التي تسعى إلى تنميط الفكر
بيئيا : تزايد التلوث وتدمير البيئة ،والاحتباسَ الحراري .
بقلم : عبد الصمد رفالي