كريمة عضو مميز
عدد المساهمات : 200 تاريخ التسجيل : 18/07/2011
| موضوع: إفرازاتِ المِهبَل طريق لقرحة عُنُق الرَّحم الإثنين أغسطس 22, 2011 3:45 pm | |
| تعتبر "قرحة عنق الرحم" من أكثر الحالات انتشارًا بين النساء وسببها غير معروف بالتحديد، إلا أن من أهم أسباب حدوثها الاضطرابات الهرمونية عند السيدات، كما أن بعض الأبحاث أشارت إلى إمكانية إصابة مستخدمات حبوب منع الحمل خاصةً المحتوية على هرمون البروجستيرون بأعراضها.
وفي بعض الحالات يكون السبب الرئيسي للقرحة الإصابة بالالتهابات البكتيرية المزمنة، ومن الممكن أن تكون "قرحة عنق الرحم" خاصةً في فترة التبويض التي ما تلبث تختفي بعد انتهائها.
"صحة" لهذا العدد، تلقي الضوء على مشكلة "قرحة عنق الرحم"، ما أسباب الإصابة بها؟، وأعراضها؟.. والعلاج؟، وتحاور اختصاصيّ أمراض النساء والولادة، ومدير مركز "زينة الحياة" للإخصاب د. ماهر عجور، إجابةً عن ذلك:
إفرازات مهبلية..
د. عجور أوضح في حديثه لصحيفة "فلسطين" أن من أعراض القرحة خروج إفرازات مهبلية مخاطية أو مخاطية صديدية بكثرة دون أن يكون لذلك علاقة بوقت نزول الدورة الشهرية، منوّهاً إلى أنه قد تكثر عند النساء متكررات الحمل، وذلك لأن تعرض المتكررة لاضطرابات الهرمونات وكثرة حدوث التمزق بعنق الرحم يؤدي إلى الالتهابات وبالتالي حدوث القرحة، "ويمكن أن تكون القرحة بدون أعراض واضحة يكتشفها الطبيب عند الفحص السريري" وفقًا لقوله.
وبين أن تشخيص القرحة يكون عن طريق إدخال المنظار النسائي، لافتًا النظر إلى أنها قد تتخذ عدة أشكال، منها "القرحة البسيطة" والتي تبدو حمراء اللون "Cupper red" بينما يكون عنق الرحم الطبيعي أحمر خفيف – أرجواني – "Purple" وتظهر الإفرازات المخاطية أو المخاطية الصديدية خارجة من فتحة عنق الرحم.
وبالنسبة للشكل الثاني –وفقاً لـ د.عجور- الذي قد تتخذه القرحة، هو "القرحة اللحمية" "Papillary" وهي عبارة عن مرحلة متقدمة من "القرحة البسيطة" وفيها تظهر ثنيات عديدة مع القرحة، والشكل الثالث "القرحة الغددية" "Glandular" وهي عبارة عن مرحلة متقدمة جداً حيث تتجمع الإفرازات بين الثنيات.
وقال: "عندها يحصل انتفاخ وتبدو القرحة ومعها حوصلات تعرف باسم "حوصلات نوبوث" "Nobothian Follicles""، مبينًا أن الأمر قد يتطور فتكبر الحوصلات لتتدلى من عنق الرحم وبذلك تتكون "الزوائد اللحمية" لعنق الرحم "Cervical Polyp".
لا تؤثر على الحمل..
ونوه إلى أنه توجد نسبة كبيرة من النساء ذوات الخصوبة العالية وفيهن القرحة، موضحًا أن علاج القرحة لا ينهي مسألة العقم، وأن هناك أمرين مهمين يجب الانتباه لهما، الأول أنه في حالة اعتبار أن الإفرازات الناتجة عن القرحة قد تكون قاتلة للحيوانات المنوية لذلك يجب علاج القرحة لأي سيدة تعاني من العقم.
أما الأمر الثاني، فقد أشار إلى أن معظم الأبحاث الخاصة بالعقم تقتضي إدخال بعض الآلات من خلال عنق الرحم، فإذا كانت هناك قرحة موجودة فمن الجائز أن تنتقل الجراثيم من عنق الرحم إلى المناطق العليا من الرحم، مشددًا على ضرورة معالجة قرحة عنق الرحم قبل إجراء أي بحث من أبحاث العقم.
وأكد أن القرحة لا تؤثر على الحمل ولا ينتج عنها إجهاض، لكن قد ينتج عنها بعض النزيف الخفيف مما قد يحدو بالطبيب إلى تشخيص إجهاض أو نزيف قبل الولادة لكن التشخيص يتضح بمجرد المناظرة من خلال المنظار النسائي، مضيفًا: "أن الحمل نفسه يؤدي إلى ظهور قرحة في عنق الرحم بسبب ما يصاحبه من تغيرات هرمونية حتى أن الطبيب قد يؤجل علاج القرحة مع الحمل لهذا السبب"، إضافةً إلى ما قد يصحب علاجها من نزيف بسبب احتقان العنق، أما بالنسبة للجنين فإنه لا يتأثر مطلقاً بهذه القرحة.
وأشار إلى أنه إذا تفاقمت درجة الالتهابات فمن الممكن أن يتأثر الجنين، مبينًا أنه قد يتأثر عند اقتراب موعد الولادة وتأثيرها المباشر على الغشاء الذي يحيط بالجنين لما له من تأثير سلبي على نزول مبكر للسائل المحيط بالجنين.
لا تسبب السرطان..
أما في حالة الجماع، فتبعًا لما أكده عجور فإن الزوج لا يتأثر بقرحة عنق الرحم وخاصةً أنه مرضٌ غير معدٍ، "ولكنه قد يتضايق منها نفسيًا نظرًا لوجود إفرازات مخاطية أو مخاطية صديدية"، كما أن وجود بعض الميكروبات والفيروسات في هذا الصديد قد تنتقل إلى قناة مجرى البول الأمامية لدى الرجل.
وتابع: "بالنسبة للزوجة فقد يحدث لها نزيف بعد الجماع دون الشعور بالألم حيث تنزف القرحة بسبب الاحتكاك"، منوهًا إلى أن هذا العَرَض يؤدي إلى اختلاف تشخيص المرض إذ أن النزيف بعد الجماع يكون ناتجًا في أغلب الأحوال عن "سرطان عنق الرحم" لذا يجب التفريق بينهما.
وأوضح أن قرحة عنق الرحم لم يثبت أنها تؤدي إلى السرطان، مشيرًا إلى أنه ثبت أن نسبة حدوث السرطان أقل بكثير في السيدات اللواتي أجريت لهن عملية كي عنق الرحم كعلاج للقرحة.
العلاج تبعاً للحدّة..
أما علاج "قرحة عنق الرحم" فهو يخضع لعدة أمور منها حدة المرض، وتحديد النوع المسبب لها، "لذا فإن العلاج يعتمد في البداية على أخذ عينة من الإفرازات المهبلية وعمل مزرعة لتحديد نوع البكتيريا أو الجرثومة"، ولكن في حالة أن الشفاء لم يتم بعد العلاج المتكرر فإنه من الممكن اللجوء إلى الكي، "وهو العلاج الأنجع الذي يراه بعض الخبراء لهذا المرض".
ونوه إلى أن الكي يستخدم مع المطهرات الموضعية التي تكون على شكل تحاميل مهبلية وبودرة مطهرة، مبينًا أن الكي يلزم لإزالة مكان القرحة وما يغطيه من غشاء دقيق ذي طبقة خلوية واحدة ويتلو ذلك التئام الجرح بغشاء عديد الطبقات.
وأوضح أن للكي عدة أنواع ولكن الأكثر استخدامًا "الكي بالتبريد" وفيه تكوى القرحة بالإضافة إلى تأثيره كمخدر موضعي والألم فيه لا يذكر، "وكذلك يمكن التحكم في كمية الكي بمشاهدة مدى انتشار التبريد أثناء الكي".
"هل تعود القرحة بعد علاجها؟"، لفت النظر د. عجور إلى أنها ربما تعود مرة أخرى خصوصًا أن أسبابها غير معروفة بشكل محدد، مشيرًا إلى أنه في حالة كانت الاضطرابات الهرمونية هي السبب، فإن بقاء الاضطرابات قد يؤدي إلى عودتها بعد العلاج. | |
|