شهد العالم الرأسمالي عدة أزمات كان أخطرها سنة 1929، مكنت الدول الرأسمالية من إعادة حساباتها من جديد.
1_ وضعية أمريكا الاقتصادية والاجتماعية قبل1929.
الصناعة: ارتفاع كبير للإنتاج واكبه ارتفاع في الأسعار.
الفلاحة : تضخم في الإنتاج و إنخفاظ أسعارها .
اجتماعيا: ارتفاع الأجور نسبيا مقابل ارتفاع أربح الشركات.
2_ أسباب الأزمة
لمواجهة الخلال والتباين الكبير بين تدني القدرة الشرائية وارتفاع حجم الإنتاج، شجعت الدولة الأمريكية الاستهلاك عن طريق الإشهار وتقديم تسهيلات في مجال القروض التي عرفت إقبالا كبيرا. لكن تصاعد نشاط المضاربين أدى إلى حدوث تفاوت كبير بين أسعارها وقيمتها الحقيقية ، فانطلقت الأزمة من بورصة وول ستريت بانهيار الأسهم في يوم الخميس الأسود لتعم العالم بأسره .
3_مظاهر الأزمة الاقتصادية في الولايات المتحدة الأمريكية
القطاع المالي : أفلست العديد من البنوك ، نظرا لعجزها عن استرداد قروضها من المساهمين المفلسين .
القطاع الصناعي والتجاري : أفلست العديد من المؤسسات التجارية والصناعية ، وانهارت أسعار المنتجات ، فاضطرت الشركات إلى تسريح العمال وبالتالي ارتفاع أعداد العاطلين ، ما أدى إلى قيام الإضرابات والاحتجاجات .
القطاع الفلاحي : انخفاض أسعار المنتجات الفلاحية ، عجز المزارعين عن سداد الديون التي عليهم فانتزعت منهم الأراضي .
4_ الآثار الاجتماعية للأزمة
أدت إلى قيام المظاهرات والاحتجاجات واستفحلت عملية الهجرة والنزوح في اتجاه المدن الكبرى ، انتشار البؤس و المجاعة ، تضرر كل الفئات والطبقات الاجتماعية ، تصاعد الحملات العنصرية واستفحلت ظاهرة الانتحار .
5_ عوامل انتقال الأزمة إلى باقي دول العالم الرأسمالي
العلاقة الإرتباطية وتبعية الاقتصاد الرأسمالي لأمريكا ، التي سحبت الرساميل الأمريكية من الدول الأوربية ، وكذلك استرجعت القروض وخفضت المساعدات ، مما أدى إلى تصدير الأزمة لباقي الدول الأوربية : إذ تعرض نظامها البنكي للانهيار منذ 1931 وشلت الحركة الاقتصادية وكانت النمسا وبريطانيا وألمانيا وفرنسا على رأس الدول المتضررة
6_ انتقال الأزمة إلى المستعمرات
تبعية المستعمرات للإقتصاد الرأسمالي ، جعلها هي الأخرى تعاني من عدة أزمات ، ورغم ذلك فقد صعد الاستغلال الإمبريالي من امتصاص دم هذه الشعوب ليعمل على تجاوز الأزمة التي يعاني منها ، والعمل أيضا على مصادرة الأراضي ونزعها من الفلاحين .
أدت الأزمة إلى تدهور النجارة الدولية نتيجة الكساد ونهج سياسة الحمائية والتقشف ، مما أدى إلى عجز الميزان التجاري .
7_أسس وإجراءات الخطة الجديدة
الخطة الجديدة :انتهجت من 1933 إلى 1937 ، وهي جملة قواعد أرساها روزفلت لتحقيق أهداف اقتصادية واجتماعية .
اقتصاديا : مواجهة الكساد الاقتصادي دون التضحية بالمبادئ الليبرالية .
اجتماعيا : توفير فرص الشغل والرفع من الطاقة الشرائية .
ماليا : سن قانون الإنقاذ البنكي : من أهدافه : التجميد المؤقت لنشاط الأبناك ، حضر تصدير الذهب ، مراقبة البورصة .
تخفيض قيمة الدولار ، الرفع من قيمة الضريبة على المداخيل العليا .
فلاحيا : قانون التوازن الفلاحي : من أهدافه : تخفيض الإنتاج الفلاحي للرفع من الأسعار ، دعم الفلاحين المفلسين .
صناعيا : قانون إصلاح الصناعة الوطنية : الدولة هي التي تحدد الحد الأدنى للأسعار والأجور وكميات الإنتاج ، تخفيض الإنتاج للرفع من الأسعار ، خلق الضمان الاجتماعي والتأمين على التقاعد .
تجاريا: تشجيع التجارة الخارجية.
اجتماعيا : قانون الرعاية الاجتماعية : خلق الضمان الاجتماعي والتأمين على التقاعد وحوادث الشغل ، و رفع الأجور ، تحديد ساعات العمل ، التأمين ضد الشيخوخة .
8_ نتائج الخطة الجديدة
انخفاض عدد العاطلين .
ارتفاع الإنتاج الصناعي .
ارتفاع الصادرات .
تحسن مستوى المعيشة والحد من الهجرة وتراجع معدلات الفقر .
انتعاش الاقتصاد الأمريكي .
نجحت الخطة الجديدة من انقاذ أمريكا بفضل التحول من الرأسمالية الحرة إلى الرأسمالية الموجهة .